معركة الجرف والشهيد البطل لزهر شريط

الصفحة الرئيسية

 معركة الجرف والشهيد البطل لزهر شريط

معركة الجرف والشهيد البطل لزهر شريط

عندما  لقن المجاهدون العدو درسا في الانقضاض الجبلي بالاوراس نمامشة

ولد الشهيد لزهر شريط عام 1914 بولاية تبسة، تربى في دوار تازبنت وهو من قبيلة التكاكة الذين اشتهروا بجهادهم الكبير ضد الاحتلال الفرنسي، حيث قتل منهم في يوم واحد 50 شهيدا والمكان الذي قتلوا فيه يسمى الآن قنطرة التكاكة الموجود بين دائرة الشريعة وبلدية بئر مقدم قريب من منطقة بئر العاتر، زاول دراسته هناك، وقد تربى على حب الوطن.

اين وقعت معركة الجرف


في سنة 1953، انتقل إلى تونس وانضم إلى الجيش التونسي كمتطوع، وساهم في جمع الأسلحة لمساندة الثورة التونسية، وفي سنة 1954 ومع نداء الثورة التحريرية المظفرة، كان الشهيد من أوائل الملبّين، لها حيث انضم إلى صفوف المجاهدين بمنطقة الجبل الأبيض بتبسة، فقام بتشكيل أفواجا من 7 إلى 12 جنديا، بدأت هذه الأفواج عملها وراحت تتصل بالأغنياء لجمع الأموال للثورة.

 وفي اطار التحضير العام للثورة تمت دعوة كل من القائدين شريط لزهر وساعي التكوكي "بابانا ساعي" الى اجتماعات منطقة لقْـرِينْ الواقعة ببلدية اولاد فاضل تحت إشراف مهندس الثورة التحريرية الشهيد مصطفى بن بوالعيد، تلك الاجتماعات المتعلقة بالأعداد الجيد لثورة اول نوفمبر التي تم من خلالها اعداد مسودة البيان التحضيري لنداء اول نوفمبر1954


معركة الجرف الأولى


 وزع مصطفى بن بوالعيد قائد الولاية التاريخية الاولى بالأوراس المهام على القادة الحاضرين حيث تلقى القائد الميداني شريط لزهر تكليفا من طرف الشهيد مصطفى بن بوالعيد يمنحه تولية قيادة الطليعة الأولى من المتطوعين ، التي تضم 32 مجاهدا مسلحا تسليحا عصريا والتي يمكنها التمركز بجبال سطح قنتيس، و أرقو، ووادي مسحاله، وقمم الجبل الأبيض المطل على الصحراء، وجبال غيفوف مرورا بزريف الساهل و الواعر وذلك بغرض ومراقبة الحدود ولتأمين أفواج التسليح من جهة ولاكتشاف تحركات العدو للحد منها من جهة ثانية، وكذا تأمين حركة قوافل التسليح القادمة من تونس.

ان أوراس النمامشة التي احتضنت غاباتها وشعابها ووديانها وروابيها ومسالكها وخوانقها وكهوفها خلال الثورة التحريرية شهدت اشد وأشرس وأكبر وأشهر المعارك والكمائن والاشتباكات الحافلة بالبطولات ، ان اوراس النمامشة ماهي الا امتداد طبيعي لسلسلة جبال الأوراس الاشم التي قال عنها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش : جبال الأوراس في بلاد كل ما فيها كبير الكبرياء...شمس أفريقيا على أراسها قُرْصُ إِبَاءْ... وعلى زيتونتها مشنقة للدخلاء.

من أهم المعارك التي شارك فيها وكان قائدا لها هي معركة داموس الملح في الجبل الأبيض ومعركة أرقو الأولى في 19 مارس 1956، أسفرت عن 160 قتيل و200 جريح، وسقوط ثلاث طائرات وإحراق ثلاث عربات في صفوف العدو، حيث تمكّن الشهيد من جرح السفاح بيجار، أما من ناحية جيش التحرير الوطني فسقط خمس شهداء وثلاث جرحى.

اغتيال لزهر شريط في معركة الجرف 


وشارك الشهيد في الملحمة الكبرى معركة الجرف التاريخية في سنة 1955، التي مازالت ولحد اليوم تدرس تكتيكاتها العسكرية بأكبر المعاهد والأكاديميات العسكرية العالمية.

هذه المعركة شارك فيها الشهيد بكل بسالة .. وخرجوا المجاهدين منها منتصرين رفقة كل من القائد شيهاني بشير، والقائد عباس لغرور، والقائد الوردي قتال والقائد عجول عاجل، والقائد الزين عباد، و ساعي فرحي، والمجاهد المرحوم عمر البوقصي.

وتتفق جميع الروايات بأن لزهر شريط يجيد القنص حيث يصيب هدفه بدقة متناهية وكان لديه سلاحا متطورا وكان في كل مرة يصيب فيها طائرة وحين توشك الطائرة المحترقة ان تهوي حطاما يصرخ متفاخرا بين جنوده بقوله: (طِيحِي يا الْبَقْـرَةْ ...)

 أرسل( الشهيد) - شريط لزهر - رسالة كلها تهديد ووعيد إلي قائد الوحدة العسكرية في مدينة الشريعة ولاية ( ولاية تبسة ) وعند وصولها تم تحويلها مباشرة إلي العقيد بيجار حيث كان آنذاك في مدينة سوق اهراس حيث تم الإجابة عليها في ندوة صحفية و أمام مجموعة من الصحافة ورجال الإعلام قائلا لهم : ( ....إن الفلاقة في جبال النمامشة يطلبون منا أن نلقاهم في معاقلهم للمواجهة الحربية ولكن هل تعلمون من هؤلاء النمامشة ؟؟ إنهم هؤلاء الذين إذا قضينا عليهم فإننا سنقضي علي الولاية الأولي ( أوراس-النمامشة) مهد الثورة وإذا قضينا علي هذه الولاية فإننا سنقضي علي الثورة كلها ....) المرجع = Pour une Parcelle de Gloire


بطل معركة الجرف


وكان شريط لزهر من اكبر معارضي قرارات مؤتمر الصومام هو و القائد عباس لغرور و باقي قادة اوراس النمامشة .. ببساطة لان بنود المؤتمر وما تمخض عنه من قرارات كانت تحوم حولها الريبة و الشكوك

وفي منتصف سنة 1956 تحول الى الاراضي التونسية على راس مجموعة من المجاهدين الاشاوس من اجل ايجاد حل مابين الاخوة الفرقاء .. وهناك اصدرت المحكمة العسكرية للثورة في حقه حكما بالإعدام هو و معه 13 مجاهد اخرين

ونفذ فيه حكم الاعدام رميا بالرصاص في فجر يوم 1 جوان 1957 بمنطقة قلعة سنان الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية، وبذلك اسدل الستار عن مسار البطل الشهيد لزهر شريط وتم وضع حد لمساره الثوري الزاخر بالنشاط والتضحية والبطولة والفداء.

شهادة حول معركة الجرف



قائمة اسماء المجاهدين الذين تم الحكم عليهم بالاعدام يوم 1 جوان 1957

1- شريط لزهر
2- عباس لغرور
3- السعيد عبد الحي
4- الباهي شوشان
5- حوحة بلعيد
6- عبد الحفيظ السوفي
7- ايت زاوش المدعو حميمي
8- محمد منتوري
9- عثمان التيجاني
10- بوحديجي العيد
11- بن علي محمد
12- قرفي الربيعي
13- قمودي العربي
14- هالي عبد الكريم
15- الشهيد التومي
16- زعروري عبد المجيد
 

 
بقلم زكي أيوب

البحث فى جوجل

google-playkhamsatmostaqltradent