أكبر ملياردير في شمال إفريقيا خادم الثورة والعلم محمد خطاب الفرقاني

الصفحة الرئيسية

خادم الثورة والعلم محمد خطاب الفرقاني

أكبر ملياردير في شمال إفريقيا خادم الثورة والعلم محمد خطاب الفرقاني المجاهد المحسن البار
أكبر ملياردير في شمال إفريقيا خادم الثورة والعلم محمد خطاب الفرقاني المجاهد المحسن البار


محمد خطاب الفرقاني هو أحد الأشخاص الذين صنعوا التاريخ ، و يراد أن يغيب عن ذاكرتنا الحية ، كيف لا و الرجل ظلم تاريخيا و جيلنا لا يعرف عنه شيئ ، عاش للإسلام و العلم و الوطن ، مما قدمه للجزائر يجب أن يكرم عليه لا أن يهمش بسبب معارضته لبن بلة الذي كان ضد أن يكون رئيسا للجزائر لأنه كان يراه ليس برجل المرحلة خاصة و أن محمد خطاب كان يعرف كل قادة الثورة .

قبل ذلك ما هي قصة محمد خطاب الفرقاني أكبر ملياردير في شمال إفريقيا نهاية الثلاثينات و بداية الأربعينات .ولد محمد خطاب الفرقاني بقرية بني فرقان بالميلية ولاية جيجل ، في سنة 1924 و بعد أن ضاق العيش بالجزائر ، قرر السفر الى المغرب الشقيق مشيا على الأقدام ، أستقبله أخوه الأكبر الأستاذ رابح الفرقاني الأديب و المترجم الحر القاطن بمدينة فاس المغربية ، فأستقر هناك و اعتمد على نفسه في كسب قوته و لم يعتمد على أخيه ، فأشتغل كمحاسب في شركة فلاحية فرنسية كانت تعاني ضائقة مالية و على و شك الإفلاس ، بعد أن أفلست عرض عليه شراء الشركة و الدفع بالتقسيط ، فأستغل ذلك و قام بشراء البدور عن طريق قرض من تاجر يهودي ، وظف المئات من العمال و قاموا بزرع هكتارات من الحمص بمدينة فاس ، و رزقه الله و كانت الغلة وفيرة ، ذلك ما جعله يسدد قرض البدور و الشركة ، و توسعت أعماله الفلاحية حتى أصبح أول مورد للبرتقال و اليوسفية نحو أوروبا .

 

 المجاهد المحسن البار المغيب عن الدار

 ذلك ما جعله يتربع على عرش أغنى ملياردير في شمال أفريقيا ، مما جعله شخصية مرموقة و معروفة صاحب الملوك و القادة و الشخصيات ، رغم ذلك لم ينسى أصله ، لم ينسى أنه في يوم من الأيام أتى قادما من الميلية إلى المغرب مشيا على الإقدام ، فقام بتسخير ماله و ثروته للعلم و الإسلام و الوطن ، فمون الطلبة الجزائريين بالخارج ، مول الجمعيات ، كان قادة الثورة يحجون الى منزله ، تكفل بهم جميعا ، منحهم مزارعه و بيوته و ماله ، فلا يوجد قائد أو مجاهد جزائري دهب أو فر للمغرب و لا يعرف محمد خطاب الفرقاني فهو الملياردير الذي سخر ماله للثورة و العلم ، شاءت الأقدار أن يتوفى محمد خطاب في 22 أوت 1964 بمدينة سويسرا ، يومها كان أحمد بن بلة رئيسا للجزائر ، و كان محمد خطاب أول من عارض حكم بن بلة للجزائر لأنه كان يعرف كل رجالات الثورة ، فالكل كان يأويهم و يتغدق عليهم بماله ، وكان يرى أن بن بلة ليس برجل المرحلة ، ذلك ما جعل وفاته تمر مرور الكرام ، عكس ذلك أرسل ملك المغرب طائرة ملكية بوفد رفيع المستوى و أقام له جنازة وطنية تليق بمقام الرجل الذي قدم الكثير للمغرب العربي .

 وجب نفض الغبار على تاريخ المجاهد وعن خبايا من سيرة ومسيرة محمد خطاب الفرقاني، الذي يصفه الكثير بـ”إمام المحسنين”، وخادم الثورة وجمعية العلماء الجزائريين بالنفس والمال، لانه شخصية عظيمة ومغمورة تستحق الدراسة والتنويه، حيث حظي بإشادة عدة شخصيات إصلاحية وسياسية، مثل الشيخ البشير الإبراهيمي والرئيس الراحل هواري بومدين والقيادي سعد دحلب وغيرهم.

 فقد كان الشيخ محمد البشير الإبراهيمي يثني عليه في مقالاته بجريدة البصائر، ويصفه بالرجل منقطع النظير البار بأمته ووطنه، ويؤكد على أنه نابغة من نوابغ المحسنين من طراز خاص يقل وجوده في الأمم، وكان الشاعر مفدي زكريا يطلق عليه اسم “بطل الفلاحة إمام المحسنين”، وقد كتب عدة قصائد يثني فيها على جهوده، وأعماله الإنسانية والخيرية التي قدمها للثورة الجزائرية، كان مخلصاً لوطنه روحاً وجسداً، سخّر جميع الإمكانيات التي يتوفر عليها في خدمة تحرير المغرب العربي (ممتلكاته وعلاقاته وشخصه)، وكان يتدخل في غالب الأحيان لخدمة جيش التحرير الوطني و جمعية العلماء المسلمين ”.

 كما قال عنه الرئيس الراحل هواري بومدين : ستبقى الجزائر إلى الأبد تعترف لك بما قدمته من اجلها ، فالشعب الجزائري لن ينسى أبدا. أما مؤسس المخابرات الجزائرية بوصوف فقال عنه : من يستطيع نسيان سي محمد خطاب الذي أعطى للمغرب العربي كل شيء ، لقد فقدنا فيه دعامة للثورة.
-الشرقاوي سفير المغرب في باريس ووزير سابق قال : لقد فقدنا فيه الرجل الذي حقق المغرب العربي ، فالكثير من رجالات الدولة في المغرب مدينين له.

  أكبر ملياردير في شمال إفريقيا نهاية الثلاثينات

ووصفه المجاهد (سعد دحلب) بأنه “أكبر خادم للأمة الجزائرية في المغرب، وكان مخلصاً لوطنه روحاً وجسداً، سخّر جميع الإمكانيات التي يتوفر عليها في خدمة تحرير المغرب العربي (ممتلكاته وعلاقاته وشخصه)

 محمد خطاب الفرقاني ضحى بكل هاته الجهود والدعم المباشر لشراء شحنات السلاح للثورة .. وهو أحد أبرز الداعمين لثورة التحرير وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين؛ حيث أنفق بسخاء كبير لتعليم أبناء الجزائر، وسائر أقطار المغرب العربي، وقام ببناء عشرات المدارس والمساجد خدمة للحركة التعليمية في الجزائر في عدة مدن جزائرية بوهران وقسنطينة ومعسكر والجزائر العاصمة والميلية؛ كما موّل بشكل فعال البعثات التعليمية الجزائرية في مختلف دول المغرب العربي وفي مصر، وقدم عشرات المنح الدراسية، واشترى دور الإقامة للطلبة، وقدم دعماً سخيا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وممثلي الثورة الجزائرية في مختلف الأقطار؛ فقد كرس ثروته وممتلكاته وعلاقاته الاقتصادية والسياسية خدمة لثورة التحرير الجزائرية، كما خصص حسب محدثنا منتجات شركاته التجارية والزراعية في المغرب الأقصى لفائدة جبهة التحرير الوطني، وجيش التحرير الجزائري، وتكفل بأسفار قادة الثورة الجزائرية، ووضع أمواله تحت تصرفهم، في الوقت الذي وضع حساباته المالية في أوروبا خدمة للثورة الجزائرية وقادتها، وأنشأ عدة مصانع في المغرب الأقصى للسلاح لفائدة جيش التحرير الوطني، وبإشراف المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف، وقد وافته المنية يوم 22 أوت 1964.

 هده السطور دونت رؤوس أقلام عن بطل كان يجب أن يكرم لا يهمش ، بطل كان يجب أن يوضع تحت الضوء لكي تكتشفه الأجيال ، لا أن يغيب و ينسى .محمد خطاب وجب على الجزائر أن تحتفي به ، ووجب على جيل اليوم أن يعرفه فهو السخي ، المحنك البار ، المتصدق الوطني الشهم ابن الأصل الذي صنع تاريخا بسخائه .

بقلم زكي أيوب 

البحث فى جوجل

google-playkhamsatmostaqltradent