الجنرال توفيق كان وراء “الربيع الامازيغي” 1980 وأحداث “العروش” سنة 2001
الصراع مع جماعة توفيق صراع مع حزب فرنسا
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
الديراس منعت تعيين زرهوني وزيرا للدفاع ومن هنا بدأ الصراع
ما حدث لـ”شكيب خليل” تكرار لسيناريو “مساعدية” لما صوروه مجرما
يواصل المحامي عمارة محسن تقديم شهادته عبر “الحوار” والتي يعود فيها الى خلفيات قضية سونطراك، وأسباب استهداف وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، الذي قال عنه إنه تم استهدافه وتشويه صورته من طرف مجموعة في النظام، مثلما تعرض رئيس مجلس الأمة السابق مساعدية عندما صورته جماعة فرنسا على أنه أكبر مجرم على وجه الأرض. ويعود بنا عمارة محسن الى خلفيات انطلاق ما يعرف بصراع الأجنحة، وكيف رفضت “الدياراس” تعيين بوتفليقة ليزيد زرهوني كوزير للدفاع، ليسلط الضوء على احداث العروش، وتطابقها مع احداث الربيع الأمازيغي وغيرها من الملفات..
بداية مع عودة شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق إلى الجزائر، ما تعليقكم؟
- عودة الوزير الأسبق شكيب خليل ستطرح من جديد القضية التي سال فيها الكثير من الحبر وحدث فيها الكثير من التحريك، عودة شكيب خليل ستطرح القضية من جديد على الساحة السياسية حول أنها كانت محركة.
هل تقصد رؤية جديدة للقضية؟
- ليس رؤية جديدة فقط، وإنما دراسة جديدة، خاصة أن شكيب خليل الذي يحاولون عنوة أن يلصقوا التهمة به، بينما هو لا يوجد في الملف أصلا، فشكيب خليل لا يوجد اسمه لا كمتهم، ولا كضحية ولا كشاهد.
أنت تلوم من يتهم شكيب خليل، هل من تفصيل أكثر؟
- طبعا هذا هو التحريك الذي أشير إليه.
تقصد تغليط الرأي العام في قضية سونطراك؟
- ليس تغليطا، اقصد هذا التحريك الذي أوصل هذه القضية إلى الرأي العام بهذا الشكل، فما أعيبه على هذا الملف أولا، كيف لملف قضائي قبل أن يصل إلى القضاء هناك أشخاص هيئوا له وعملوا كي يصل بهذه الطريقة إلى الرأي العام التي كانوا يعدونها في خطتهم التي هي إخراج اسم شكيب في الملف. ولسوء الحظ لم يخرج، لسوء الحظ المتهمون كلهم لم تكن لهم أي علاقة بشكيب خليل، وشكيب لما كان وزيرا لهذا القطاع كان يسيره بطريقة تقنية محضة وعلمية ذات مستوى عالي، لأنه عندما تنظر إلى ملف سونطراك فستجد أن شكيب خليل يتكلم مع مرؤوسيه ويعطيهم الأوامر كتابيا.
- قبل أن نغوص في قضية سونطراك، هلا أعطيتنا لمحة كيف بدأت وانطلقت الاتهامات في هذه القضية؟
- أنا أعطيك تحليلي الخاص كمحام وكشخص عارف لخلفيات هذه القضية.
خاصة أنكم صرحتم سابقا أن اتهامات سونطراك مفبركة من طرف المخابرات؟
- هذا ليس فيه ادنى شك، ملف سونطراك تم نسجه في مخابر “الدياراس” ومخابر الدعاية المعروفة عنها هذه السلوكيات، في عدة ملفات. وهنا أشير إلى عهد الأمين العام لجبهة التحرير في العاصمة السيد هشماوي، وكيف كان يتعرض إلى الضغط من مصالح الاستخبارات كلما أرادوا تعيين شخص ما على رأس شركة، فيقومون بإضرابات، مثلا في السونيتاكس، أو الأسانالبي ثم يذهبون إلى هشماوي الأمين العام للأفلام، كون الحزب هو من كان يسير، ويقولون له إذا أردت أن يتوقف الإضراب فعين الشخص الفلاني على رأس الشركة مثلا، هذه التلاعبات كانت لمصالح، ثم الآن تطورت فأصبحت تستعمل لمصالح أعلى، كانت في السابق على مدير وحدة، أو أمين عام قسمة أو مسؤول نقابي في شركة، والآن تطورت الأمور، والتحريك أصبح من اجل تعيين مديرين عامين لشركات أو وزراء أو حتى رؤساء.
- الخلاصة هو أنك تريد القول إن شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق الذي أصدرت ضده مذكرة توقيف دولية هو بريئ؟ طبعا بريئ، هناك مبدأ قانوني هو أن “كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته”، هذا الإنسان لم يثبتوا إدانته ولا يملك ملفا، وهم يتكلمون عن براءته، فأنا جد حائر من هذه اللغة، وكيف تساير الأحداث. كيف لشخص لا يوجد له أي ملف، ولم يمر إلى العدالة، ولا سألته العدالة، فقط في الصحافة، يلقى كل هذا التحريك الإعلامي، يقولون شكيب خليل قام بكذا وكذا، لكن في الحقيقة لا يوجد شيء، نحن هنا يجب الكلام عن رد الاعتبار لهذا الإنسان، تم نتكلم عن انه بريئ، لما نطلق اسم البراءة فلا بد أن يكون هناك حكم ومحكمة نظرت في قضية ما وأصدرت براءة أو أدانت، ومن هناك نستطيع أن نتكلم عن هذا الشخص هل هو بريئ أو مدان، إن كان بريئا فبراءته يترتب عليها التعويض، أما إذا كان مدانا يقضي إدانته، ثم بعدها إذا أراد رد الاعتبار، فالقانون حدد كيف ذلك، ويعاد له الاعتبار ويصبح مثل المواطنين الآخرين، لكن ما يحز هنا كيف لمواطن جزائري تكالب عليه كل هؤلاء الناس من أجل جعله متهما عنوة.
وما السبب في استهداف شكيب خليل شخصيا وبهذا الشكل في رأيك؟
- السبب.. هنا وصلنا الى بيت القصيد، لما نتكلم عن السبب نخرج من الملف القضائي، ونخرج الى الحقل السياسي.
- السبب هو أن الصراعات التي يسمونه صراعات الأجنحة، فلا وجود لصراعات الأجنحة، خاصة بالنسبة للعارفين بالشأن الجزائري، وخاصة المخابرات كيف تعمل، والجيش كيف يسير، والحكومة بصفة عامة كيف يتصرف فسيعرفون انه لا يوجد هناك صراع أجنحة، هناك صراع طائفتين، صراع مجموعة حزب فرنسا، وصراع مجموعة المجاهدين، وهذا هو الصراع الأبدي، الذي يمشي في هذا الإطار، فنحن في 1962 لم نصفي الأمور،
- دخلنا الجزائر الجديدة وما زالت ثلاث طوائف، الطائفة الأولى الجزائر جزائرية، والطائفة الثانية للجزائر فرنسية، والطائفة الثالثة طائفة بيني ووي ووي الذين كانوا يقولون إذا كان هؤلاء في السلطة فنحن معهم، وإن لم يكونوا فنحن لسنا معهم. وبقي هذا الصراع سائرا حتى ظهر إلى العامة في 1988، وبدأ يظهر في أحداث أكتوبر، من هناك بدأ الصراع بين الطائفتين، أي المواجهة اصبحت مباشرة.
كيف وما علاقة أحداث أكتوبر بهذا الصراع؟
- أصبح الصراع مباشرة بين الطائفتين، بين حزب فرنسا وبين المجاهدين القدماء، أصبحت المواجهة مباشرة، بعدها تلك المواجهة خلقت تأثيرا على الانفتاح السياسي، وأجبروا الشاذلي على فتح التعددية السياسية بدستور 1989، هذه التعددية، فتركوا التعددية تأخذ مجراها، وعندما لم تكن في صالحهم، بدؤوا في تعطيل النظام، ثم وصلنا إلى أحداث العشرية السوداء، وهي التي لهم ضلع كبيرة فيها، هؤلاء مجموعة حزب فرنسا هم من خلقوا هذه القضية.
تقصد أن الأمور مترابطة مع بعضها؟
- نعم، ثم بعدها نصل الى فترة احضار بوضياف المسكين، ثم الوصول الى المجلس الأعلى للدولة.
ومن تقصد بهده المجموعة؟
- المجموعة معروفون، نقصد ضباط فرنسا، فلما نقول حزب فرنسا نقصد الضباط الذين كانوا في فرنسا، وقد كتب عليهم العديد من المؤرخين، الضباط الذين جاؤوا في عهدة معنية والتحقوا في 1956، وهذه القضية معروفة في التاريخ الجزائري.
إذن تريد أن تقول إن قضية سونطراك لها بعد تاريخي عالمي؟
- الصراع الذي وقع كان بين قطبين، فهم في الأول كانوا عندهم من يضعونهم في الواجهة، فالأمر يشبه ما يقوم به الغرب عندما يبحث عن عدو، بعد ذهاب العدو السابق الذي كان الاتحاد السوفياتي. فنفس الشيء وقع لمساعدية، حيث أن هذه المجموعة سنة 1988 حاولت أن تصور مساعدية وكأنه أكبر مجرم فوق كوكب الأرض، والتاريخ يعيد نفسه. ثم بعدها مساعدية أصبح رئيس مجلس الأمة، ولما توفي ذهب بشرف الرئيس ودفن على أساس الرئيس. إذن المجموعة التي كانت “تخيط” التاريخ دائما يخرجها من الباب الضيق. وبعدها اصبحوا يبحثون عن مخرج، فأتوا ببوضياف الى غاية الوصول لاقتراح بوتفليقة، ففي الأول بوتفليقة لم يقبل وذهب لأن بوتفليقة ينتمي إلى المجموعة الثانية، ينتمي إلى مجموعة المجاهدين، وبوتفليقة في تلك الفترة كان دائما عند مساعدية، اذ يوم رفض العرض الذي قدموه له جماعة توفيق ونزار من أجل تولي مجلس الدولة رفض، وقال لهم أنا أمر بالانتخابات، ذهب إلى عند مساعدية، ومن عند مساعدية ذهب إلى المطار. لما عاود المجيء مرة أخرى بعد مجيء زروال قبل أخذ السلطة، لكن بشروط، قال لهم أنا لن أكون ربع رئيس.
- وبعدها بدأت الأمور تسير، فبوتفليقة كان يعرف أن هذه المجموعة ليست متوغلة وعلى اسس صلبة في الجيش أو ليست متجدرة، حيث كان قد وجه لها الشاذلي ضربة سنة 1984 و1985 لما أعاد هيكلة الأمن العسكري.
- فهناك هم عادوا إلى الخفاء، ورجعوا إلى العمق، ثم عاودوا الخروج و”كسلوا” الشاذلي، نزعوا الشاذلي، وبعدها ادخلوا الجزائر في دوامة العشرية السوداء، وبعدها كانوا يبحثون عن شخص كي يخلصهم، لأن وقتها المحكمة الدولية كانت تحوم فوق رؤوسهم، ثم بعدها قبلوا ببوتفليقة. فلما جاء بوتفليقة ما وعد به طبقه في الميدان، فقال لهم أعيد السلم وأعاده، قال أعيد موقع الجزائر في المستوى الدولي وأعادها، وقال أطبق المصالحة وقام بها، ثم بعدها رؤوا أن مصالحهم بدأت تمس، كان أول شيء وقع هو أن رفضوا لبوتفليقة قيامه بتعيين يزيد زرهوني وزيرا للدفاع، لأنه لو قبلوا بهذا لم تكن كل هذه الأمور لتحدث.
لماذا؟
- لأن زرهوني كان واحدا من قدماء الأمن العسكري، من اكبر العارفين بهذه العلبة التي قال إنها تخرج الرؤساء، وأتذكر آنذاك ان تشكيل الحكومة تأخر لمدة 7 أشهر، ثم بعدها تم تعيين زرهوني وزيرا للداخلية، وهنا تكمن عبقرية بوتفليقة، فبوتفليقة من الوطنيين الذين يحبون الخير للبلاد لم يأت “كي يخليها أو ينهبها مثلما يسوقون هم”.
إذن هم من كانوا يسوقون؟
- طبعا، مثلما يقال “يرى السفيه ما فيه” هؤلاء بدأت مناوراتهم عندما رؤوا أن بوتفليقة حقق وعوده، وهنا نقطة مهمة، يزيد زرهوني على مستوى الداخلية خلق قوة توازن بين قوى الشرطة والدياراس، أعطى الكثير من الإمكانات للشرطة، بمعنى أصبحت الشرطة تعمل، ففي الماضي كانت تعمل تحت قبعة المخابرات، فأخرجها وأعطاها بنية جيدة للشرطة، ولهذا بدأ الصراع، وهنا بدأ صراع الأجنحة مثلما يقولون. على وسائل المراقبة، على الكاميرات، دخلوا في صراع، حتى بدأ الضغط، فخلقوا له قضية العروش في 2001، ومن اجل مواجهة زرهوني خلقوا له قضية العروش، فقضية “العروش” هي نفس السيناريو الذي قاموا به في وقت الشاذلي أو ما يعرف بـ”الربيع الامازيغي”، نفس السيناريو ونفس التقنيات، نفس البهارات ونفس الأشخاص… في الربيع البربري يعينون محمد بورزام الذي كان عضوا في الاتحاد الوطني الشبيبة الجزائرية، عينوه أمينا عاما للأفلان في تيزي وزو، حيث كان يعرف الصراع صراع “البربيريست” هناك و”الباكسيست”، فعاش هذا الصراع العديد، وكان قبله جلولي الذي كان باكسيسيت، وبعدها خلقوا مشكلة الربيع الامازيغي، أين كان مولود معمري، كان على وشك إلقاء ندوة هناك.
وكان العديد ممن يعملون تحت جناح الأمن العسكري، وكان قبل ذلك ومنذ عهد بومدين مشكلة التعريب مطروحة، حيث تم انشاء جامعة تيزي وزو، وبعثوا لها الإطارات كلها من مجموعة المعربين، كانوا نخبة من الطلبة المعربين ارسلوهم في الأول وكان من بينهم بوشاشي، بوقادوم، ريموش الذين عادوا من انجلترا بعد أن ارسلهم بن يحيى هم من كانوا يسيرون الجامعة من مجموعة المعربين، وكان صراع جهوية. وبهذا تم نقل الصراع “المعربين -البربرية” نقل من جامعة الجزائر إلى جامعة تيزي وزو.
لماذا؟
- هذه هي مناورة الأمن العسكري، هذه هي خططهم في السابق.
ومن كان وراء الأمن العسكري آنذاك؟
- الجنرال توفيق، آنذاك كان مسؤولا عن الأمن الداخلي ببوزريعة بثكنة شقرون فريد. هذه الخلية تنشط منذ 75 حتى 80، وهذه الخلية هي من حركت كل هذه الفترة.