تفجير مرفأ بيروت مابين اللوبي الداخلي والغطاء الدولي
من المعروف أن لبنان بلد له طبيعة خاصة تسمح بأن المرافق الأساسية للبلاد موزعة كمناطق نفوذ بين القوى السياسية والطائفية الكبرى، وحتى المهن ونقاباتها تسود فيها طوائف بعينها. وطبيعة النظام في لبنان انه ليس مؤسساتي وغياب تام للدولة بما انه تم اقتسامها بين الطوائف التي لها علاقات مباشرة مع دول تدعمها
والجيش ينظر له على أن منطقة نفوذ خاصة للمسيحيين لاسيما مسيحيي 8 آذار الموالين لفرنسا وله علاقة جيدة بحزب الله الموالي لايران.. وخاصة مخابرات الجيش .. بينما الأمن العام ينظر له كجهاز أمني شيعي حيث يترأسه اللواء الشيعي عباس إبراهيم (لا يعني ذلك أن أغلبية العاملين شيعة). ولكن النفوذ الاكبر عليه من طهران عبر شبكتهم في لبنان . ومديرية الأمن الداخلي تخضع لنفوذ تيار المستقبل السني حتى لو خرج من الحكم لا يزال لديهم نفوذ قوي على الجهاز خاصة شعبة المعلومات التي تمثل الجهاز الاستخباراتي النظير لمخابرات الجيش والأمن العام.
حدة الصراع مابين الطوائف عبر استعمال اجهزة الدولة وصل الأمر في الأجهزة الأمنية إلى أنه إذا وقع انفجار إرهابي في منطقة سنية يحقق فيه شعبة المعلومات، وإذا وقع في منطقة شيعية تحقق فيه مخابرات الجيش أو الأمن العام .
ثلاث دول تسيطر و لها نفوذ على الساحة اللبنانية و هم فرنسا . ايران . امريكا و طبعا يتبعها الكيان الصهيوني ..
فرنسا عبر اللوبي العميل لها بلبنان متهمة بالوقوف خلف تفجير ميناء لبنان و لهم حادثة مماثلة صورة طبق الاصل .. هل التاريخ يعيد نفسه ؟ ففاجعة بيروت تكررت بتفاصيل شبيه قبل 73 عاما . وبالتحديد فى 16 أبريل سنة 1947 حيث شهدت ولاية تكساس الأمريكية . وتحديدا ميناء تكساس . نفس الحادثة ولنفس السبب "انفجار نترات الأمونيا" وعرفت إعلاميًا بـ " حادث تكساس سيتى " Texas City Disaster والذى تسبب فى تدمير المدينة كاملة.
بدأت عندما كانت السفينة الفرنسية جراند كامب "Grandcamp" المحملة بمادة نترات الأمونيا . ترغب في الوقوف عند أحد الأرصفة في موانئ مدينة تكساس . وعلى بعد 200 متر كانت ترسو سفينة أخرى تدعى "هاى فلاير" ومحملة بمواد قابلة للاشتعال في خزانات تخزين النفط ومشتقاته . بغرض تصديرها لأوروبا . وفى ذلك الحين . رفضت السلطات فى ميناء تكساس تفريغ شحنة السفينة جراند كامب والبالغة 2300 طن من نترات الأمونيا.
فى الثامنة صباحا يوم 16 أبريل سنة 1947 نشب حريق في سفينة "جراند كامب" التي رسَت عند رصيف ميناء تكساس وبعدها بساعة واحدة لاحظ الناس انبعاث دخان ونار من عنبر الشحن فحاول العمال إطفائه بمساعدة رجال الإطفاء بعد استدعائهم إلا أن الحريق لم يلبث طويلا حتى وصل إلى داخل مخزن نترات الأمونيوم عند الساعة التاسعة و12 دقيقة . محدثا موجه انفجارية وصلت لـ 160 كيلومترا . ثم انتشر الحريق في السفن القريبة منها في الميناء .
الغريب ان المناقصة حول الشركات الكبرى التي ستشرف على اعادة اعمار مدينة تكساس استحوذت عليها ثلاث شركات فرنسية و شركة بريطانية و اخرى ايطالية و الخسائر والأضرار المادية كانت حوالي 100 مليون دولار. وقدرت خسائر النفط المحترق ومشتقاته بحوالي 500 مليون دولار. وسجلت الإصابات والجروح بأكثر من 5000 شخص، وتم تسجيل المصابين بحوالي 1784 إصابة في 21 مستشفى ومركزا طبيا في المنطقة، ومن ضمنهم 581 قتيلا، ودمرت وهدمت المنازل بعدد أكثر من 500 منزل وعدة مئات من المنازل التالفة . وترك 2000 شخص بلا مأوى . بالإضافة إلى العديد من المفقودين. وتدمر الميناء كاملا.
هل ستشرف كبرى شركات البناء الاشراف على اعادة اعمار بيروت و تم التمهيد لهذا الامر اليوم بزيارة ماكرون بدون التطرق طبعا بعقد صفقة تصدير شحنات ضخمة من القمح للبنان لان هذا الامر اصبح في حكم الرسمي .
فماذا عن مرفأ بيروت هل يسيطر عليه حزب الله؟
تعدد الاتهامات بأن حزب الله يمد نفوذه لمرفأ بيروت . وحسب هذه الاتهامات فإنه بفعل الحصار على إيران . فقد حزب الله الكثير من القوة والدعم المالي . لذلك لجأ إلى توسيع دائرة التهريب واستباحة مرفأ ومطار بيروت الدولي . وتبييض الأموال والتجارة بالمخدرات. ويوجه للحزب اتهامات بأنه يحمي شبكة من تجار المخدرات والتهريب . والتهرب الضريبي وتبيض الأموال والسيطرة على مرفأ بيروت والمطار .
فمنذ عامي 2018 و2019 بداية سيطرة إيران وفيلق القدس و استغلال القنوات البحرية المدنية لا سيما ميناء بيروت". خصوصا إن فرضية تورط حزب الله في الانفجار فرضية قائمة وفقا للمؤشرات والمعلومات الأولية التي تشير إلى أن الانفجار سببه مواد كيميائية مخزنة منذ سنوات وهذا الاخير يوجد في موقع المرفأ الجغرافي والسياسي مختلف عن المرافق الأخرى . فهو يقع على تخوم مناطق سكانيا وتاريخيا سنية ومسيحية.
واذا فجرته ميليشيا حزب الله لن تتضرر المناطق الشيعية و اذا فجرته قوى معادية اخرى لن تتضرر كذالك المناطق الشيعية . خصوصا ان استخدام مادة نترات الأمونيوم مرتبط بحزب الله بحسب وقائع سابقة مثبتة . فقد تم اعتقال أحد عناصر حزب الله في قبرص عام 2012 وصودرت لديه 8.4 طنا من هذه المادة . وفي عام 2015 اعتقل ثلاثة عناصر من الحزب في الكويت وصودرت كمية كبيرة من هذه المادة".
كل الاتهامات حوم حول اذرع ايران و فرنسا في الداخل اللبناني و في كل الحالات لا يتم تنفيذ عمل ارهابي في منطقة الشرق الاوسط بدون اذن و قبول امريكي مسبق و هذا ما تداركه البانتاغون البارحة بتكذيب تصريحات ترامب .
بقلم زكي أيوب