التحديات الصعبة التي تواجهها الجزائر حاليا
الجزائر وسط بركان حقيقي، حرب بالوكالة في ليبيا والأمور تتعقد أكثر وسط تصعيد مصري تركي و مناورات عسكرية هنا وهناك تمهيدا لمعركة سرت والتي لا نتمنى حدوثها، ومع انتشار المرتزقة وجماعة داعش على الأراضي الليبية الشقيقة يجعل من الجزائر في حالة تأهب قصوى لحماية شريط حدودي طوله 982 كلم وهي مسافة كبيرة جدا تتطلب إمكانيات بشرية ومادية هائلة
جنوبا الأمر لا يختلف كثيرا عن الشرق مع زيادة نشاط الجماعات الإرهابية في مالي و اندلاع أزمة سياسية كبيرة مع خروج الشعب إلى الشارع مطالبا بسقوط الرئيس دون نسيان الجارة الأخرى النيجر والتي أصبحت بؤرة لداعش وتشهد عمليات ارهابية بشكل روتيني، وبالغة الأرقام الجزائر مطالبة بحماية شريط حدودي طوله 1419 كلم (مع مالي 463 كلم، مع النيجر 956 كلم)
غربا أزمة سياسية مع المغرب تصاعدت حدتها مؤخرا مع انشاء قواعد عسكرية حدودية من الجانبين وبالغة الأرقام الجزائر مطالبة بحماية شريط حدودي طوله 1559 كلم واخر طوله 42 كلم مع الصحراء الغربية التي يتواجد فيها جنود الجيش المغربي
المتنفس الوحيد للجزائر حاليا هي الجارة تونس وبدرجة أقل موريتانيا ،وأي أزمة سياسية أو انفلات أمني في تونس سيرهق كاهل المؤسسة العسكرية الجزائرية الأمر يبدوا عادي بالنسبة للبعض لكن تأكدوا أن أكبر مشكل تفكر فيه الدولة الجزائرية هو حماية هذا الشريط الحدودي الذي يفوق مجموعه 5000 كلم، هذا الرقم كبير جدا يحتاج لعشرات الآلاف من الجنود وقواعد عسكرية ومعدات حربية وتكنلوجيات عالية وأموال كبيرة، وكل تصعيد في دول الجوار ينعكس سلبا على الجزائر
هذه المشاكل و التطورات الخارجية الكبيرة قابلتها أزمة صحية ضربت الاقتصاد ولا توجد مؤشرات لنهاية هذا الفيروس الذي اخلط كل الأوراق، المنظومة الحالية أمام مهمة تاريخية بأتم معنى الكلمة واذا تجاوزت الخطر الخارجي والأزمة الداخلية الحالية(بسبب كورونا وما خلفه النظام السابق) فلا أحد يستطيع ايقافها في المستقبل القريب الله يقدر الخير
بقلم محمد لمين بليلي
مصدر